في الواقع تباينت المواقف العملياتية في محور كازقيل الإستراتيجية (45) كلم جنوب الأبيض في شمال كردفان بين الفر والكر بين مليشيات آل دقلو الإرهابية والقوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها ، فيما أصبح المواطنين الذين فروا لجهات مختلفة في أسوا ظروف إنسانية ضحية لهذا الكر والفر في عمليات الأمس واليوم الإثنين 15 سبتمبر 2025 حيث إنتهت فرحتهم بالقوات المسلحة التي وصلتهم إلى حالة من اليأس بين الزعر والخوف من المصير المجهول ..!.
علي كل فإن طبيعة القتال في محور كازقيل لمن لا يعلمونه ليس بذات الآمال والأشواق التي يتخيلونها، إنها منطقة وعرة تتخللها بعض الخيران والأشجار وتحيط بها عدد من القرى المتباعدة سهلت إختراقها وتتطلب إستراتيجية جديدة وترتيبات خاصة من قبل القوات المسلحة عدة وعتادا ليتحقق لها السيطرة الكاملة علي الأوضاع في المحور الذي ينتظره أهالي جنوب وغرب كردفان لفتح الطرق لكل من الدلنج وكادقلي جنوبا والفولة غربا .
كشفت مصادر ميدانية أن المنطقة شهدت أمس الأحد عدة هجمات صدتها القوات المسلحة وتكبدت المليشيا فيها خسائر كبيرة في الأفراد بينهم قيادات ميدانية بين قتيل وجريح وأسير وكميات من الأسلحة والعتاد والمتحركات ، بينما شهدت اليوم الإثنين عمليات نشطة في شكل هجمات متتابعة (ثلاثة) وثبات عن طريق عمليات الفزع المعروفة عند المليشيا من قبل مجموعاتها المختلفة تحت تخدير الآيس والترامادول وعلف الدولار.
تتابعت عمليات الهجوم من قبل المليشيا في شكل (ثلاثة) وثبات كما قلنا كل مجموعة علي حدة صدت منها القوات المسلحة وثبتين وكبدت فيها المليشيا خسائر كبيرة في الأفراد بين قتيل وجريح وأسير بينهم قائد الهجوم الميداني علي كازقيل المليشي يوسف حمدان وآخربن وعدد من السيارات مجهّزة بكامل عتادها من أسلحة ثقيلة وغيرها .
غير أن الوثبة الثالثة جاءت معززة بمجموعة المليشي غرب النوير بعتاد كبير جدا مستخدمة كثافة النيران والمسيرات والأسلحة الثقيلة حينها غلبت الكثرة الشطارة وبموجبها تراجعت القوات المسلحة للتموضع بترتيبات عسكرية رغم إنها مرتبة ولكنها صاحبتها بعض الأخطاء وبالتالي أصبحت منطقة كازقيل تحت سيطرة المليشيا الي حين وهذا هو الوضع والموقف الآن حتي لحظات كتابة هذا التقرير .
من الواضح أن المليشيا المتمردة لا ولم تكترث لعدد قتلاها يشعارها المعروف (جنحويد الميت شهيد والحي مستفيد ..!) إعتماد علي الشفشفة والإنتهاكات ، فقد فقدت في معارك اليوم المئات من القتلي والجرحي والأسري ، قال شهود عيان محليين إنهم رصدوا وصول عدد كبيرا من الجرحى إلى مستشفى أبو زبد في غرب كردفان قادمة من كازقيل بعضها حالات حرجة أكبر من إمكانيات وسعة المستسفي ، بينما إستهدفت مدفعية القوات المسلحة تجمعات المليشيا في منطقتي الحمادي والدبيبات وأوقعت عدد كبيرا جدا من القتلى والجرحى .
علي كل يبدو إن المليشيا وضعت خطتها لمحاصرة المتحركات في إطار شمال كردفان دون التقدم والذي يعني لها الدخول لمحور دارفور ، ولذلك يحتاج محور كازقيل لترتيبات خاصة بإستراتيجية جديدة من حيث التكتيك والعدة والعتاد وإعادة شحذ الهمم من جديد لتخطي المنطقة التي كثفت فيه المليشيا تواجدها تحت كثافة النيران وعمليات الفزع ويتطلب من القوات المسلحة تفعيل وتنشيط المحاور المختلفة بالتزامن .