في الواقع ثبت باكرا دعم الأمم المتحدة عبر منظماتها المختلفة لمليشيا الدعم السريع منذ تمرد قائدها حميدتي بها منتصف أبريل 2023 وكانت قوات تتبع للقوات المسلحة وأوكلت لها الدولة مهام وتكاليف ولكنها غدرت بالأمانة ، وقد أثبتت أخبار متداولة وتقارير وتحقيقات إستقصائية تورط الأمم المتحدة في دعم المليشيا المتمردة الإرهابية في الحرب في السودان .
وبالطبع لسنا هنا في هذا المقال بصدد ذكرها حيث لا يسع المجال لذلك ، ولكننا بصدد الحديث عن القافلة
الإنسانية لمنظمة الغذاء العالمي (16) شاحنة التي وصلت مليط عبر حدود دولة تشاد، وقد طالبنا باكرا المنظمة الدولية بتحقيق شفاف حول ملابسات القافلة الإنسانية التي إحتجزتها مليشيا الدعم السريع المتمردة في مليط دون السماح لها بالذهاب للمواطنين في الفاشر الذين لازالت تحاصرهم في أسوأ تجاوز واضح لنداءات وقرارات المجتمع الدولي ومن بينها القرار (2736) ، وإدعت المليشيا أن القوات المسلحة السودانية إستهدفت القافلة في مليط .
مع الأسف الشديد تكشفت الحقيقة الكاملة فكانت القافلة بمثابة تسليم وتسلم للمليشيا في مليط من قبل المنظمة الدولية وليست الفاشر حسب الإتفاق بين المنظمة ومليشيا الدعم السريع حسبما كشف بعض السواقين من تشاد ، وقالوا إن الأمم المتحدة إتفقت مع بعض السواقين لتوصيل الشاحنات وتفريغ شحنتها من المساعدات الإنسانية بمليط وليس الفاشر ..!.
والأدهى والأمر أن بعض من هؤلاء السواقين كشفوا الغطاء وقالوا أن مليشيا الدعم السريع إستهدفت (ثلاثة) من الشاحنات ، بعد أن إستهدف طيران القوات المسلحة (شاحنتين) وتانكر وقود وعدد من العربات القتالية خاصة بالمليشيا في مليط ، مؤكدين دخولها بالتزامن مع القافلة الإنسانية عبر الحدود التشادية مما أكد ماذهبنا إليه سابقا بأن فتح المعابر لتمرير المعينات الإنسانية مرد غطاء لتشوين المليشيا المتمردة .
علي العموم قالوا أن الحادثة أغضب المليشيا فاقتادت الشاحنات وأوقفوها خارج مليط بصورة ليست كما ظللنا نشاهدها لطريقة وقوف شاحنات المنظمة الدولية ، وقالوا إنهم طلبوا منهم الإبتعاد منها ، فاعتدوا علي (ثلاثة) منها وأحدثوا فيها خرابا بعد أن نهبوا ما تيسر من حمولاتها الإنسانية وصوروها علي إنها إعتدت عليها القوات المسلحة .
علي كل الامم المتحدة ذات نفسها إعترفت بالإعتداء علي (ثلاثة) من الشاحنات وقالت لم يصب أي من السواقين بأذى ، مما يؤكد صحة معلومات مصادر (المدقاق الآخبارية) وهذا بالضبط ما كشفه بعض السواقين السودانيين بتشاد ، مما يؤكد تماما تورط الأمم المتحدة في التعامل مع مليشيا الدعم السريع وبل دعمها بهذه الشاحنات الإغاثية .
مع العلم بأن الشاحنات تجارية تم إيجارها من داخل تشاد نظير مبالغ مالية عالية دون أي ضمانات تأمين أو أي مسؤولية تجاه المنظمة الدولية ويقودها سواقين سابقين كانوا يتعاونون مع المنظمة الدولية نظير نظام (مقاولة) معتبرة لتوصيل الشاحنات وتفريغها في مليط وليس الفاشر .
علي كل أفرغت الشاحنات ال(13) حمولاتها بمليط بطرف مليشيا الدعم السريع حسب الإتفاق معهم وعادت أدراجها إلى أبشي في تشاد ، وقد أكدت المصادر ذلك ولاتزال (الثلاثة) شاحنات المعتدي عليها في مليط ، وليس ذلك فحسب بل كشف مواطنون في كل من الجنينة ونيالا والضعين ومناطق أخرى بولايات دارفور عن وصول شاحنات إغاثية لهم ومبالغ مالية من المنظمة الدولية وقالوا إنها شملت كل مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع .
وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه لماذا ظلت المنظمة الدولية تسهل المهمة دعما لمليشيا المتمردة بالمعينات الإنسانية وتعجز وتتقاصر إمكانياتها دون الوصول للمواطنين في الفاشر الذين تحاصرهم ذات المليشيا بتواطؤ من قبل المجتمع الدولي أليست هذه إزدواجية معايير ..؟!، بلا شك تؤكد تورط المنظمة الدولية ومنظماتها في دعم المليشيا مما يطيل أمد الحرب ..!.
بكل أسف لا تزال الفاشر محاصرة بدعم المجتمع الدولي المستمر للمليشيا ، وبل لاتزال توصف الحرب في السودان بإنها حرب بين جنرالين وآخرين يوصفونها بإنها حرب أهلية ، رغم إنها بسبب تمرد حميدتي بقوات الدعم السريع ولايزال الدعم الخارجي بالمرتزقة والعدة والعتاد مستمرا للنيل من السودان ارضا وشعبا ، ولذلك إنخرط الشعب يدافع
عن أرضه وعرضه وبلده .