كنت أحيانا إستغرب وأحيانا أتساءل بشدة عندما كانت قناة (الحدث) تتساءل هل يمتلك السودان أدلة لتورط حفتر ليبيا في دعم مليشيا الدعم السريع في الحرب في البلاد، فالإجابة عندي نعم ، وقد قدمت البعثة السودانية بمجلس الامن الدولي أدلة مادية ويمتلك السودان وثائق ومعلومات جديدة تؤكد تورط حفتر ليبيا في الحرب في السودان .
في الواقع حاول خليفة حفتر قائد الجيش الليبي التدخل مباشرة في الحرب 2023 إلي جانب مليشيا الدعم السريع غير أن تركيا هددت حفتر وقتها بذلك وقالتها مباشرة في حالة تدخل قواته في الحرب في السودان إلي جانب مليشيا الدعم السريع المتمردة ، فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي ، ولكن يبدو أن حفتر لم يتوقف وكان يقدم الدم خلسة وتركيا تعلم ذلك جيدا ، وتم ضبط عدد من الليبيين خبراء بجانب مرتزقة جاءت بهم مشاركين في الحرب في الخرطوم .
ولكن يبدوا أن مياها كثيرة قد جرت تحت الجسر بين حفتر وتركيا ، وربما بتدخل من الكفيل الإماراتي الذي لعب دورا بارزا في ذلك ، والمعلوم أن الإمارات بذاتها سبق بأن طلبت وساطة أردوغان لحل المشكلة في السودان بسبب مليشيا الدعم السريع علي أن يتقاسما المصالح بينهما أي (تركيا والإمارات) ، ومن المعلوم أن الإمارات تدعم مليشيا الدعم السريع بكل المتحركات والعتاد والمرتزقة
وكافة اشكال التشوين .
بلا شك فإن التطورات الجديدة أمس الأربعاء 11 يونيو 2025 بدعم قوات حفتر للمليشيا للدخول لمنطقة المثلث بين (ليبيا ومصر والسودان) يعتبر مؤشرا خطيرا ويؤكد تورط حفتر ليبيا في الحرب في السودان وقد أسرت القوات المشتركة التي تقاتل في صف القوات المسلحة ، عناصر من مليشيات حفتر داخل الأراضي السودانية .
عندما تقول القوات السودانية
ومنها القوات المشتركة إنها إنسحبت من منطقة المثلث يعني إنها كانت متواجدة فيها وهي مناطق تتبع لها وانسحبت منها بسبب تدخل هذه القوات بالهجوم عليها لداخل الحدود السودانية ، وليس لمليشيا الدعم السريع أرض تنطلق منها داخل السودان ، إلا عبر أراضي ليبيا مما يعزز فرضية دعم قوات حفتر لها .
المعلومات تؤكد بأن مليشيا الدعم السريع التي دخلت منطقة المثلت جاءت من اليمن عبر مطار أبوظبي قبل فترة وأكملت عمليات إعدادها داخل الحدود الليبية ومنها تمكنت بمساعدة قوات حفتر للدخول لمنطقة المثلث الغتية بالثروات المعدنية ، ربما كانوا يريدون من التوقيت أن يشغلوا القوات المسلحة بجبهة جديدة لا سيما وأن الحرب أصبحت علي تخوم حواضن المليشيا في دارفور مثلما قالها ناظر الرزيقات بشرق دارفور محمود موسي مادبو (النار ولعت في القبة ..!) وبالتالي يريدون فك حصار دارفور وقد هدد عبد الرحيم دقلو أكثر من مرة بنقل الحرب الي الولاية الشمالية .
من مصلحة والسودان وليبيا عدم التصعيد ومن المعلوم بأن هنالك إتفاق بين الحكومتيين السودانية والليبية بشأن حماية الحدود بينهما وفقا لإتفاق عسكري 2010 وهو القاعدة الأساسية لإدارة العلاقات السودانية الليبية والحدود ، إلا أن خليفة حفتر بالإضافة للقوات التابعة له فإنه يستخدم مرتزقة من التبو والقرعان من ليبيا وتشاد وعدة دول أفريقية تهدد المنطقة وتتخذ من المثلث منطقة إتجار بالبشر .
من الواضح أن تحركات قوات الجنرال خليفة حفتر هذه على الحدود السودانية الليبية تأتي في إطار خطة الإمارات للسيطرة على منطقة العوينات وبعض النقاط الحدودية لضمان تدفق قوافل إمداد مليشيا الجنجويد التي فشلت في القيام بالمهمة نتيجة للنشاط المكثف لقوات محور الصحراء المشكلة من القوات المسلحة و المشتركة وهيئة العمليات .
في تقديري الخاص السودان يجب ألا يعول علي مصر ولها مصالحها وتقاطعاتها ، وربما اللقاء الأخير بين الجنرال السيسي وبن زايد تم الإتفاق بينهما علي تبادل المصالح ، وبالتالي علي السودان البحث عن مصالحه بالاتجاه شرقا نحو روسيا والصين وكوريا وإيران اليوم وقبل الغد وتلك خطوة إستراتيجية مهمة .
الرادار .. الخميس 12 يونيو 2025 .
