تحدثت في أكثر من مقال عن أهمية التنسيق أو الدفاع المشترك مابين السعودية والسودان ومصر وذكرت أن موقع تلك الدول علي ساحل البحر الأحمر يجعل منها مناطق إستهداف أو تنازع دولي في المستقبل نظراً لحدة التنافس الحاد علي البحر الأحمر كأهم ممر عالمي يربط بين ثلاث قارات ( أفريقيا،، آسيا،، أوربا)
السودان ومصر يدركان أهمية التنسيق والدفاع المشترك أكثر من الإدراك السعودي التي كان يجب عليها أن تكون أكثر حرصاً علي ماذكرت!! الموقف السوداني الداعم للسعودية عندما تعرضت للتهديد الحوثي في عهد الرئيس السابق البشير كان موقفاً مشرفاً يؤكد إدراك السودان لأهمية الدفاع المشترك،،
للأسف عندما اندلعت الحرب في السودان إثر تمرد قوات الدعم السريع علي الدولة و قواتها المسلحة ظهرت السعودية بمظهر مخذي ولايشبهها كدولة كبيرة وحتي مبادرتها التي سميت باتفاقية جدة لم تكن السعودية جادة في ضغطها علي الدعم السريع لتنفيذ ماتم الاتفاق عليه ولعل يرجع هذا لظن السعودية وسؤ تقديرها بأن الدعم السريع لن يخرج من الخرطوم أو يهزم فيها!! بالتالي اعتمدت المملكة علي المساعدات الإنسانية عبر مركز الملك سلمان وحصرت مكانتها الكبيرة في مساحة تلك المساعدات!! ويبدو واضحاً أن السعودية تتخذ قرارها من رأي السفير جعفر الذي كان يمثل الصديق الوفي لمجموعة قحت ولم يكن بعيداً عن فكرة الإطاري!!
لا أحد يستطيع أن ينكر حجم المساعدات الإنسانية التي تتمثل في السلاسل الغذائية والتمور والعجوة ولحوم الأضحية المجمدة!!!
نتيجة ماذكرت ظهر علي السطح شخص يدعي اللواء م عمر نمر ضابط سابق بجهاز المخابرات مثل الفريق طه عثمان الذي يعتبر أحدث حالة اختراق أمني في عهد البشير وحالة طه تستحق أن يكتب عنها سعيد الجزائري أو عبدالوهاب المسيري مراجع أو كتب في الجاسوسية الناعمة التي تبدأ بالشراء وتنتهي بمنح الجاسوس الجواز أو الجنسية لغرض الحماية و المكافأة!! اللواء عمر نمر خرج بتصريح وجدته في الوسائط يقول فيه أن السعودية وقفت مع السودان و أفشلت مؤامرة ضده!!! والسؤال المهم لسعادة اللواء صاحب منظمة حديثة لم نسمع بها إلا بعد عام من الحرب!! عن أي مؤامرة تتحدث ياسعادتك؟؟ أليس هذه السعودية مازالت تحتضن قوات الدعم السريع المتمردة في أراضيها؟؟ ألم تشاهد ياسعادتك احتفالات جنود وضباط التمرد يحتفلون بقتل الأبرياء في الفاشر وانتصارهم على الجيش يتم ذلك في الأراضي السعودية؟؟ ألم تتابع قنوات السعودية التي تتحدث بلغة طرفي الصراع؟؟ بل حتي الخارجية السعودية نفسها تتحدث بنفس اللغة!! نعم من حقك أن تقول شكراً وندعم ذلك وفاء للعطاء مهما كان حجمه لكن لن نقبل بتغييب الحقيقة وتشويه التاريخ و تلوين وتجميل المواقف إرضاء للسفير الذي سنتحدث عنه لاحقاً منذ أن جاء السودان وحتي تاريخ الأمس،، يجب أن لاتجامل في قضايا الوطن ولاحياد في قضايا الوطن السودان دولة حرة برجالها نعم دولة فقيرة لكنها ليست للبيع وليست لإرضاء السفراء الذين نعرفهم جيداً ونعرف مكانة السودان عندهم،، لا وألف لا للكذب والنفاق السياسي،، لا وألف لا لدعوة المواكب لإرضاء السفراء فالمواكب في هذه الأيام فقط لدعم الجيش وفضح المليشيا،، المواكب يستحقها أهل الفاشر وبارا وليس للسعودية و سفيرها،، نحترم المملكة ونحب أهلها وجبالها ورمالها وطينها ونعشق الموت دفاعاً عنها لكن يجب مراجعة أداء وحركة سفيرها ويجب على حكومة الأمل أن لا تسمح بالمواكب التي تحرجها مع المواطن الكريم ويجب علي الأجهزة المختصة أن تحسب خطوات الذين يتكسبوون بأسم منظمات الوهم التي ربما تؤثر في أمننا القومي،،
ليس لدي عداء مع السعودية وحكامها ومازلت أقول وأكتب أن السعودية دولة كبيرة وذات ريادة بين دول العالم تستحق منا الإحترام والتقدير لكن عليها أن لاتعتمد على سفيرها في السودان علي الرأي في إتخاذ القرارات والمواقف الاستراتيجية التي تتطلب آراء المختصين في أمنها القومي وأبعاده الاستراتيجية،، ومع ذلك نقول شكراً مركز الملك سلمان لدعكم الإنساني
