كشفت شمال كردفان أن واليها عبد الخالق وداعة الله
دشن أمس الأربعاء العاشر من سبتمبر 2025 إعادة ضخ وتشغيل محطة مياه الأبيض في محطة بنو جنوب المدينة بالمصادر الجنوبية للمياه بعد انقطاع دام أكثر من عامين بسبب الحرب ، ويرافقه أعضاء حكومة الولاية ، وقد شهدت المحطة تخريباً ممنهجاً وبل مقصودا من قبل المليشيا المتمردة الإرهابية لخنق المواطنين بالموت عطشا داخل حاضرة الولاية عروس الرمال .
وقالت حكومة الولاية أن الوفد إطمئن علي إستقرار وصول الإمداد المائي لأحياء مدينة الأبيض ، فيما قال المهندس فتح الرحمن سامي المدير العام لقطاع المياه بالولاية إن المهندسين والفنيين والتقنيين شاركوا بفاعلية في صيانة المحطة، مشيداً بمساندة حكومة الولاية ووقفتها في معالجة المشكلات الفنية الموجودة بالمحطة .
وأوضح المدير العام أن المحطة بدأت الضخ لأحياء الأبيض جنوب وشرق وغرب وجنوب غرب المدينة ، بإنتاجية (12) ألف متر مكعب في اليوم وترتفع الإنتاجية إلى (30) ألف متر مكعب بنسبة 50% من طاقتها بعد وصول الأجهزة والمعدات المطلوبة وتتدرج حتى تصل إنتاجيتها لطاقتها القصوى (60) ألف متر مكعب في اليوم حسب سعة المحطة التخزينية ، فيما قال عبد الناصر عبد الله محمد سعيد المدير التنفيذي لمحلية شيكان إن تشغيل محطة بنو ودخولها الخدمة يعد رمزاً لتوسيع الدائرة الأمنية لمدينة الأبيض بعد الحصار الذي فرض على المدينة .
علي كل فإن بإحتلال المليشيا المتمردة الإرهابية لمصادر مياه الأبيض الشمالية الجوفية في حقل السدر والمصادر الجنوبية من مياه الأمطار بمصادرها المعروفة (الباءات الثلاث) في خيران (بقرة ، بنو، بربر) وبعض الحفائر الأخرى التي تغزي مياه المدينة ، كادت أن تقتل المواطنين بالأبيض عطشا أو تشريدهم ، لولا الجهود المشتركة التي بذلت بالمركز قبل أشهر قليلة من إندلاع الحرب أسهمت بتوفير معينات وترحيلها لحاضرة الولاية .
في الواقع لولا تلكم الجهود التي بذل فيها المهندس محمد نور المكلف من قبل الوالي السابق فضل الله ود المر وهذه حسنته الوحيدة بالولاية بفضل التعاون الجاد من قبل إدارة السدود وقتها وخاصة مديرها الأسبق المهندس محمد نور الدين الذي بذل جل إمكانياته للتصديق لشمال كردفان بأكبر عدد من الآبار الجديدة كاملة من حفر وتركيب وطاقة شمسية وعدد آخر من معدات التركيب ومن ضمنها محطة كاملة لمنطقة الميعة في جنوب شرق أم روابة في شركيلا وطاقة شمسية للبئر الأخرى وطاقة شمسية أيضا لبئر مستشفي شركيلا وغيرها من المحليات والحمد لله وصلت الأبيض ، لولاها لحلت كارثة بالأبيض ولكنها تظل أيضا حقوق ومطالب بذلت فيها الروابط المختلفة جهودا ويستوجب الوفاء بها .
على العموم فإن مشكلة المياه في شمال كردفان عامة تمثل قضية حياة أو موت ! ولها قصة وسيناريو لمسلسل طويل لا يسع المجال للخوض فيه كاملا في ولاية وصفت بولاية الجفاف والتصحر وكادت أن تصبح حاضرتها الأبيض خرابا قبل أن تزدهر بنفير النهضة الذي جاء من بنات أفكار مولانا أحمد هارون واليها السابق الذي شهدت الولاية عهدها الذهبي حينها بفضل تعاون وتضامن أهلها ووقوف المركز والجميع معهم .
وبالتالي فإن مشكلة المياه في شمال كردفان تسببت في كل مشاكلها بدأ من تدني مستوي التعليم وتزايد نسبة التسرب وبالتالي تزايد الفاقد التربوي وتشريد الناس وهجرهم كل الولاية بما فيها الريف ، فمحطة بنو مكان التدشين أمس ، تم تدشينها لاول مرة 2017 بتشغيل أنظمة محطة التنقية بطاقة (30) ألف متر مكعب يوميا ووصفها الوالي أحمد محمد هارون بالحلقة الأهم في عمليات تطوير المصادر الجنوبية وقال ان الطاقة الإنتاجية ترتفع لأكثر من (60) ألف متر مكعب يوميا ، ولكن بكل أسف إنتكست كما انتكست كل مشروعات النفير في شمال كردفان والتنموية والخدمية في عهد الحرية والتغير (قحت) التي جاءت بأسوأ كوادرها لقيادة الولاية المنكوبة وكأنها قصدت تدمير حلم أهلها .
بكل أسف مع القحاتة والمليشيا المتمردة ضاعت كل أحلام الكردافة ليس بالأبيض فحسب بل كل شمال كردفان بعد أن شهدت تطورا كبيرا في عهد النفير للفترة (2013 -2017) حيث تم حفر (22) بئر عالية الإنتاجية بالمصادر الشمالية بحوض السدر وصيانة وتأهيل (18) بئر قديمة عالية الإنتاجية لتصبح (40) بئر من جملة (50) بئر حسب الدراسة وتم توصيلها بالكهرباء ومولد وتم إحلال كامل للطلمبات بمحطتي عرفات والدانكوج وذلك بتركيب (40) طلمبة و(8) مولدات كبيرة وتم إنشاء حوض تخزين بحقل السدر بسعة (6) آلاف متر مكعب وتزويده أيضا بوابور كهرباء لتخفيف آثار إنقطاع الكهرباء القومية .
فضلا عن محطة تنقية بنو بالمصادر الجنوبية موضوع التدشين وتأهيل وترقية الخطوط الناقلة والخطوط الداخلية وعدد من الآبار والحفائر بمدن ومحليات الولاية المختلفة بلغت جملتها (211) بئر جديدة عالية الإنتاجية وتشييد (39) حفير وتأهيل (421) دونكي وتحسين (159) بئر ، وتركيب (158) مضخة .
وبل شبكات ناقلة جديدة لمياه المدن بلغت أطوالها (1909) كلم منها(1576) كلم في الأبيض ، و(114) كلم في أم روابة ، و(43) كلم في بارا ، و(78) كلم في الرهد ، بناء عليه زادت أطوال الشبكات بالمدن في الأبيض من (274 – 1850) كلم لمقابلة تمدد المدينة ، وقد كانت الشبكة وقتها بالية مصنوعة من الإسبستوس ويعود تاريخها للعام 1942، وفي أم روابة زادت من (65 – 179) كلم وفي بارا (26 – 90) كلم وفي الرهد (40 – 118) كلم .
وبالتالي بناء علي كل ذلك تقلصت الفجوة في مياه المدن بالولاية من 52% إلي 11.4% ومياه الريف من 65 الي 27% ، وتبعا لذلك تقلصت الفجوة في مياه مدينة الأبيض من (52 – 5%) ، ولكن بكل أسف حطمت مليشيا الدعم السريع الإرهابية وأعوانها القحاتة العملاء أحلام أهلنا ليس في شمال كردفان فحسب بل في كل السودان .