أسوأ أوضاع إنسانية بالعالم ووفاة (400) وأكثر من (6) آلاف حالة إصابة بالكوليرا وغيرها في دارفور
تقرير : المدقاق الإخبارية
كشف وزير الصحة والرعاية الاجتماعية بإقليم دافور بابكر حمدين عن (400) حالة وفاة في الإقليم بينما إرتفعت عدد الإصابات لأكثر من (ستة) آلاف بسبب إنتشار الكوليرا والملاريا والحصبة وغيرها ، وقال الوزير إن الأوضاع الصحية في الإقليم تردت بشكل مخيف في ظل وضع إنساني متدهور في الفاشر وحصار وتجوييع مممنهج وقصف مدفعي مستمر من قبل ميليشيا الدعم السريع .
أكلوا علف الحيوانات (أمباز)
فيما أكد آدم رجال الناطق باسم منسقية النازحين في دارفور إنتشار الاوبئة في جبل مرة وفي طويلة وغيرها وفي كل مناطق دارفور في ظل وضع كارثي يفتقد للمعينات الإنسانية ، كاشفا عن إرتفاع جنوني في الاسعار تجاوز سعر جوال الذرة (مليون) جنيه وصل فيها المواطنين لمرحلة أكلوا علف الحيوانات (أمباز) وقال إنها نفذت من الأسواق ، فيما قال مسؤول طبي طلب عدم ذكر اسمه، أن الارقام مخيفة وكل هذه الحصيلة التي ذكرت تقتصر فقط على من تمكّنوا من الوصول إلى المستشفيات، مشيراً إلى أن كثيرين يعجزون عن ذلك بسبب العنف المستمر من قبل مليشيات الدعم السريع .
المليشيا تغتال مواطنين بمعسكر ابوشوك
من جانبها كشفت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك للنازحين في الفاشر أن الاوضاع كارثية وصلت لمرحلة الأسوأ في تاريخهم ، كاشفة عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين امس الإثنين 11 أغسطس 2025 جراء القصف المدفعي لتحالف مليشيات الجنجويد بقيادة مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية في هجومها رقم (227) علي الفاشر .
زيادة الوفيات بسبب عدم توفر المساعدات الإنسانية
من جانب آخر أفاد مصدر في وزارة الصحة السودانية ، الاحد بأن مدينة الفاشر في إقليم دارفور شهدت وفاة ما لا يقل عن (63) شخصاً خلال أسبوع واحد أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن القاطنين بمعسكرات النزوح ، بسبب سوء التغذية ، وأوضحت مصادر طبية أن عدد الوفيات مرشح للزيادة في ظل عدم توفر المساعدات الإنسانية داخل المدينة منذ أشهر ، لافتة الإنتباه الي أن المدينة ظلت محاصرة لأكثر من العام من قبل مليشيات الدعم السريع .
إرتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 460%
فيما قال برنامج الأغذية العالمي (FWP) إن آلاف العائلات في مدينة الفاشر يواجهون خطر المجاعة في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو 2024 على المدينة مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسب تصل إلى 460%، وانهيار المطابخ الجماعية الغذائية،وأكدت الأمم المتحدة أن الوصول إلى مدينة الفاشر شبه مستحيل، وقالت أن السكّان داخل المدينة باتوا يعتمدون على أشكال بدائية من الطعام مثل أعلاف الحيوانات وغيرها، مشيرة إلى توفير دعم نقدي لنحو (250) ألف شخص في المدينة لا يفي بالاحتياجات الكبيرة المتزايدة (حسب وصفها) .
المرحلة (الثالثة) للجوع ووفيات أطفال ونساء بشكل متزايد
من جانبها حذرت شبكة أطباء السودان من تدهور خطير في الوضع الإنساني بمدينة الفاشر وسط تصاعد الحصار المفروض من قبل مليشيا الدعم السريع، وقالت الشبكة أن الجوع وصل إلى المرحلة (الثالثة)، وسوء التغذية بدأ يؤدي بحياة الأطفال والنساء بشكل متزايد ، وكشف الدكتور أحمد النور المتحدث الرسمي باسم الشبكة عن مقتل أكثر من (مائة) كادر طبي واحتجاز العشرات في معتقلات تابعة لمليشيا الدعم السريع وتعرضو للتعذيب في ظروف قاسية ، كما تعرضت المرافق الطبية في الفاشر والجنينة ونيالا لقصف مباشر ونهب ممنهج ما أدى إلى خروج معظمها من الخدمة .
سكان الفاشر يواجهون الموت البطيئ
ودقت الشبكة ناقوس الخطر مشيرة لتهجير السكان من قراهم ومدنهم وتوقف الإمدادات الغذائية وقالت زادت من حدة الأزمة ، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك السريع لفتح ممرات إنسانية آمنة وتأمين الإمدادات الطبية والغذائية، لإنقاذ حياة المدنيين ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية في الفاشر وبقية مناطق دارفور، وقالت الشبكة إذا لم يفتح مسار إنساني عاجل أو يتم إجراء إسقاط جوي، فإن سكان الفاشر فإنهم سيواجهون الموت البطيء نتيجة الحصار غير الإنساني .
محملا ميليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة
وقد ظلت الفاشر لوحدها في إقليم دارفور تحت سيطرة القوات المساحة وتحاول مليشيا الدعم السريع بقوة من هجماتها علي المدينة ومخيّمات اللاجئين المحيطة بها للسيطرة عليها وتعزيز قبضتها على المنطقة لا سيما بعد إخراجها بالقوة من العاصمة الخرطوم ، فيما قطع وزيرة الصحة أن الوضع الإنساني في الفاشر يتدهور بسرعة في ظل هذه الاوضاع بسبب استمرار القصف المدفعي والحصار المفروض من قبل ميليشيا الدعم السريع علي المدينة ، محملا إياها المسؤولية الكاملة عن انتشار الأوبئة في المنطقة .
تشكيل قوة قتالية موحدة لدارفور للزحف نحو الفاشر
وفي ذات الإطار اعلن ولاة ولايات دارفور عن قرار لتشكيل قوة قتالية موحدة للمشاركة في عمليات الزحف نحو مدينة الفاشر، وقالوا إنهم اتفقوا خلال اجتماعهم مع نائب حاكم إقليم دارفور مصطفى تمبور، على ضرورة التنسيق العاجل لحماية المدنيين في الفاشر ودعم التكايا، فضلاً عن التزام حكومة الإقليم بفك الحصار عن المدينة وتوصيل المعينات الإنسانية وضمان عودة الأمن والاستقرار للمواطنين ، ويأتي ذلك عقب إستجابة الحكومة لطلب الامين العام للأمم المتحدة بهدنة إنسانية في الفاشر ووافق رئيس مجلس السيادة إسبوعا فيما رفضت مليشيا الدعم السريع وقالت ان الفاشر منطقة عمليات مما يعني إنها حكمت علي المواطنين بالموت جوعا .
منظمات تبدى إستعدادها ولكنها متخوفة
بينما أبدت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وأطباء بلا حدود استعدادا للتدخل فورا، لكنها شكت عرقلة متعمدة ومستمرة من جانب الدعم السريع التي تمنع وصول هذه المنظمات إلى الفئات المستهدفة ، وقالت سبق أن منعت قوات الدعم السريع منظمات تعمل في مجال حماية الأطفال من الوصول إلى المحتاجين في مدينة الفاشر، وحالت دون وصول المساعدات لعدد كبير من الأطفال والكبار يعانون سوء التغذية والرعاية الصحية، فضلا عن النقص الحاد في الخدمات العلاجية والأدوية.
الحكومة منحت تصاريح لمنظمات
من جانبها كشفت مفوضية العون الإنساني التابعة للحكومة إنها منحت عدة تصاريح لإيصال مساعدات إنسانية إلى الفاشر وقالت إنها تنتظر أن يعلن الدعم السريع دعم هذا الموقف الإنساني ، في وقت حذرت فيه الجهات ذات الصلة بشدة بإنه إذا لم يحدث تدخل عاجل لفتح مسار إنساني أو إسقاط جوي سيبدأ إنسان الفاشر في التدرج حتى الوصول لمرحلة الموت البطيئ .
سباق نحو الفاشر بطرق مختلفة وأهداف مختلفة
علي كل فيما تحشد المليشيا قواتها ويدفع كفيلها بمزيد من التشوين عبر تشاد حسب المصادر ، أيضا تزحف متحركات القوات المسلحة من كل المحاور بكردفان نحو دارفور ، وبالتالي فإن جميع الأطراف تعمل في سباق مع الزمن لإنقاذ الأوضاع الإنسانية في دارفور عامة والفاشر خاصة بطرق مختلفة وبكل تأكيد مالم تتسارع الامم المتحدة والمجتمع الدولي لإنقاذ الموقف بصورة آمنة فإن الاوضاع تصل للأسوأ بالعالم .