تساؤل مشروع مما يخاف البرهان ..؟!

الرادار / كتب : إبراهيم عربي 

0 1

في الواقع مما يخاف البرهان ..؟! ومما تخاف قيادات الدولة والقوى السياسية ؛ ومما تتخوف قيادات الجيش ..؟! ؛ سؤال مطروح من قبل الجميع لتساؤل مشروع ؛ مثلما جاء من قبل الأستاذ عثمان ميرغني في زاويته المقروءة (حديث المدينة) ؛ وبالطبع الإجابة عليه يصعب أن تكون قطعية ..!؛ ولكنها يمكن أن تكون ضمنية تقرأ من خلال سيناريوهات ومعطيات مختلفة ؛ علي كل سيظل السؤال مكان تداول ونقاش وأخذ وعطاء ..!.

 

ولكن بكل تأكيد فالإجابة علي السؤال ليس بعيدا عن الجوهر والمعطيات الكلية لبيان أو تصريحات وزير الدفاع الفريق حسن داؤد كبرون ، إذ كشف المتحدث بإسم مجلس الأمن والدفاع عن تكوين لجنة متخصصة (فنية) لإعداد رؤية حكومة السودان حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني ..!؛ واستعادة الأمن والسلام في كل أرجاء السودان ؛ وقال تم استعراض الموقف السياسي والعسكري والأمني والوضع الإنساني في البلاد والمهددات الأمنية والاستعداد للعمليات الجارية والمستقبلية .

 

وليس بعيدا عن مجريات المفاوضات السابقة في السودان فإن جميعها بدأت بمفاوضات الشأن الإنساني ؛ وهو نتاج طبيعي لإفرازات الحرب وتتطلب وقف إطلاق النار للعمليات الإنسانية أو هدنة أو غيرها (سمها كما تشاء) المهم عندي إنها عملية معقدة حسب التجارب (فالشيطان في التفاصيل ..!).

 

ولذلك خاطبت التصريحات هذه المخاوف بصورة (دبلوماسية) ؛ لم يسم (الهدنة) صراحة كما هي مكان جدل ونقاش ولم يرفضها بصورة واضحة (دبر نعزاية ..!) ؛ بل قال عوضا عنها أن المجلس قرر إستنهاض واستنفار همم الشعب السوداني لمساندة القوات المسلحة للقضاء على المليشيا المتمردة في إطار التعبئة العامة وجهود الدولة من أجل إنهاء هذا التمرد؛ وتلك خطوة مفهومة وتقرأ في إطار مخاطبة مخاوف الشعب الذي يسميها صراحة مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية ..!.

 

وبالتالي يبدو أن المجلس متخوف من التفريط وتمادي المليشيا المتمردة والمرتزقة ومفاجأته في مكان ما ؛ لأنها مليشيا لا عهد لها وليس لها من الضوابط المنظمة لكبح جماح عناصرها ؛ فما حدث أثناء تنفيذ إتفاق جدة (النكسة) علي الأرض يؤكد ذلك .

 

ولذلك علق المجلس أمر الهدنة في رقبة اللجنة الفنية الإنسانية التي أعتقد تتثمل فيها كل الجهات ذات الصلة وجعلها من صلاحياته ؛ ولم يذكر المجلس الهدنة في بيانه صراحة حتى يقال إنه وافق عليها ! كما لم يرفضها لفظا ؛ وإنما كون لجنة لتقترح كيفية تقديم المساعدات الإنسانية لكل السودان مما يقتضي مراعاة الجوانب الأمنية المتعلقة بها ؛ ومن هنا يأتي الكلام عن مقترحات لهدنة تمت مناقشتها (تسع) أشهر .

 

من الواضح أن الأجندات وتقاطعات مصالح (الرباعية) هيمنت علي المشكلة في السودان من باب (أمن البحر الأحمر ..!) وإبعاد روسيا والصين وإيران مراعاة لطلب ماما أمريكا وبابا ترامب والتي حملها مستشاره بوليس بكل وضوح مع إمكانية إضافة (تركيا ؛ قطر ؛ بريطانيا) لتصبح الرباعية المرفوضة بسبب كنكشة الإمارات (الدولة الوظيفية) ؛ لتصبح (سباعية) ولكن لماذا لا يطالب السودان بإدخال روسيا ضمن الآلية لحل الأزمة ..؟!.

 

علي كل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا هدنة إنسانية الآن وماجدواها عقب سقوط الفاشر جوعا بصورة ممنهجة   ووقوع تلكم الانتهاكات الجسيمة فيها وفي بارا والطينة واللويب وأم دم وغيرها بحق المدنيين العزل والتي طالت الجميع بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن وماهي الضمانات اللازمة لعدم تكرارها ..؟!.

 

فالعملية بكلياتها يكتنفها الغموض ؛ فلابد من إنسحاب مليشيا الدعم السريع من مناطق الفاشر وبارا وبابنوسة وغيرها من المناطق وتجميع عناصرها السودانيين في مناطق معلومة ومتفق عليها ؛ مثلما ظللنا نسمعها من قيادة البلاد ؛ وإلا فإن إبتلع هؤلاء ألسنتهم فليحدثوننا صراحة بالمستجدات قبلما يقع الفاس في الرأس مثلما حدث في جدة والمنامة ولا يزال السؤال مطروحا مما يخاف هؤلاء ..؟!.

الرادار .. الخامس من نوفمبر 2025 .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.