أم القرى يا والي البحر الأحمر 

الرادار / كتب : إبراهيم عربي

0 198

لماذا أصبحت أم القرى مكبا لنفايات بورتسودان يا والي البحر الأحمر ..؟! ؛ تهاجمها جيوش البعوض ليلا والذباب نهار والكلاب الضالة مع الإنقطاع المتكرر للكهرباء ؛ وتفتك بأهلها الغاذورات والروائح الكريهة الممرضة والتي تعتبر سببا لكثير من أمراض الرئة والوبائيات ؛ والمؤسف رغم وقوعها علي الطريق القومي (بورتسودان – أوسيف) ولكنها تصبح معزولة عما حولها في موسم الأمطار بسبب رداءة ذات الطريق (القومي مجازا ..!) ؛ ويفصل المنطقة عن محيطها عند السليم في مسافة لا تتجاوز (2) كلم متر ؛ وربما ليس من أولويات الهيئة القومية للطرق والجسور ؛ وليس من إهتامات حكومة الجنرال مصطفي محمد نور وربما لا يعرفها أصلا ..!.

 

علي كل عدت لبورتسودان العاصمة الإدارية بعد أن غادرتها لأكر من عام ؛ فلا جديد يذكر ولا قديم يعاد غير أن وجوها كثيرة قد تغيرت مع العودة الطوعية وحلت أخرى ؛ ذات الحال الكئيب لعروس البحر التي لا تشبه الحواضر وذات الحكومة التي ظلت تدور في فلك الشلليات والمحسوبية وتشكل غيابا تنمويا وخدميا كان مطلوبا منها وجاءتها الفرصة في مكانها ولكن يبدو أن حكومة الجنرال غير مبالية وبعيدة عن هموم المواطنين .

 

فالحال لا يسر ولا يعجب أيها الجنرال مصطفي محرر منطقة سرونق الحصينة بجبل مرة 2016 في محلية قولو في ولاية وسط دارفور والتي كان يتباهى بها قائد التمرد عبد الواحد نور ويتحدى بها الجيش السوداني لدخولها ولو جاء بالجيش الأحمر الصيني ..!؛ فتحقف تحريرها بحنكة القيادة والتخطيط السليم والجسارة العسكرية دون خسائر مادية أو بشرية كبيرة وكان لنا شرف زيارتها كأول وفد صحفي وكتبنا من هناك

قصصا وروايات من أعالي قمم سلسلة جبل مرة ..!.

 

علي كل عدت لأهلي في أم القرى وأنا أتشرف بالسكن معهم رغم تسابق كثر من الأصدقاء ؛ ولهم منا جميعا الشكر والتقدير ؛ فما يميز أهلي في أم القرى ؛ هم أهل الجود والكرم وقد إستضافونا من قبل مع ٱخرين كثر من الأسر في بيوتهم هاشين ومباشرين ؛ تنم أخلاقهم عن أصالة وعراقة لن تهزمهم ضيق ذات اليد ؛ طبقة كادحة تكسب رزقها الحلال من كسب أياديها الشريفة؛ فما يميزهم عن الٱخرين إنهم أهالي (ضرا) أكثر من (40) سفرة في رمضان بشكل يومي كأنه إفطار جماعي وهذا ما تفتقده بورتسودان .

 

بكل أسف تعيش منطقة أم القري في أسوأ الظروف حيث تنعدم أو تتدنى فيها خدمات التعليم والمياه والصحة والكهرباء والطريق وإصحاح البيئة ؛ منطقة تعاني الإهمال وكأنها خارج بورتسودان وبل خارج إهتمامات الوالي الجنرال مصطفي ولا أعتقد زارها يوما أو وقف بالقرب منها أو أمعن النظر فيها ليقف علي أطنان النفايات التي لوثت بيئتها بعد أن جعلتها مدينة بورتسودان مكب لنفاياتها ؛ أهلها يذكرون المرحوم إيلا

خيرا لزياراته المتكررة لهم

(نسأل الله له الرحمة والمغفرة) ؛ رجل السلام والتنمية الوطني ؛ ويبدو أن الجنرال مصطفي لم يتعلم من تجاربه المدنية شيئا وهو كان أحد طاقمه ؛ لذلك ظل هذا الجنرال في وادي والمواطنين في وادي ٱخر ..!.

 

علي كل فإن الوالي الجنرال مصطفي مشهود له بعفة اللسان وطهارة اليد ولكنه لا يزال ذات العسكري الصارم (عسكرية ناشفة) تجعله غير قادر علي التكيف شعبويا ؛ فلا أدري هل ثقلت عليه الأمانة واليا للبحر الأحمر أم إنه متعاليا يحدق النظر بعيدا لمنصب أرفع يليق برتبته العسكرية الرفيعة فريق أول ؛ وبالتالي ليست قضايا مواطني أم القرى من طريق وإصحاح بيئة وغيرها من خدمات من إهتماماته ..!.

 

الرادار .. الثلاثاء 14 إكتوبر 2025 .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.