في الواقع لا ينفصل إعتداء مليشيا ٱل دقلو الإماراتية المتمردة بأكثر من (35) من المسيرات (الإستراتيجية والإنتحارية) علي مدينة الأبيض والتي أطلقتها من نيالا بعد أن كانت تنكرها أبواقها ، أحرقت عدة مخازن تجارية للمواد العذائية من ذرة وغيرها ، لا ينفصل كل ذلك عن الخسائر الكبيرة التي تجرعتها المليشيا في محاور العمليات العسكرية بكردفان والفاشر والعمليات النوعية في نيالا والتي خسرتها عدة وعتادا .
وبالطبع لا تنفصل جميعها عن هرطقات قائدها حميدتي الآخيرة محاولا رفع الروح المعنوية لمليشياته المنهارة وإستعطاف عناصرها والتي ظلت تهرب من أرض المعارك ، كما لا تنفصل عن تهديدات بعض قيادات المليشيا باستخدام الأسلحة الكيماوية والتي يجب ألا تمر هكذا مرور الكرام مثلما إستخدمتها من قبل في الصالحة والريف الجنوبي للجموعية بأم درمان والجزيرة بتسميمها لمناهل المياه وغيرها .
وليس ذلك بعيدا عن تصاعد حدة الخلافات داخل المليشيا بين مجموعاتها المختلفة مما قاد لإنسلاخ بعضها والتي اعلنت انضمامها للقوات المسلحة ، في وقت تصاعدت فيه حدة التزمر جراء شراسة النزال والهلاك المجاني الكثير من قياداتها والإصابات الكبيرة في ظل انعدام العلاج وانعدام الحوافز والتي كانت طابعها الغنائم وممتلكات المواطنين والتي كانت دافعا قويا لعناصر المليشيا التي تلملمت من شتات الأرض .
علي كل فإن أهل الأبيض صامدون منذ بداية الحرب صفا واحدا مع الهجانة في معركة الكرامة وقد جربتهم المليشيا ولم تكن مسيراتها ومدفعيتها بالجديدة عليهم وقد طالتهم أكثر من مرة في أنفسهم ومساكنهم ومؤسساتهم المدنية لا سيما المؤسسات العلاجية ، ولكنها جاءت هذه المرة من وراء معلومات (رخوة) نقلتها جماعة مندسة من الطابور الخامس والخلايا النايمة داخل الأبيض وقد فشلت مع تمويهات القوات المسلحة ، ولكنها أيضا سترفع سقف التحديات أمام الأجهزة الإستخباراتية
لمزيد من تجويد الأداء .
فالسيطروة علي الأبيض ظلت تمثل الخطوة (ب) في خطة المليشيا حال فشلها في السيطرة علي الخرطوم والتي كانت لا تتجاوز حسب تخطيطها ، بينما كانت تعتبر المليشيا السيطرة علي الأبيض (أرنب كوع) وفقا لثقافة أهلنا البديرية ، ولذلك عززت تواجدها في مطار الأبيض بالتزامن مع إحتلالها لمطار مروي وقد كانت المليشيا وقتها ذراعا مؤتمنا للقوات المسلحة التي أوكلت لها مهام وتكاليف ولكن بكل أسف غدر حميدتي بأمانة التكليف متمردا بها وهو قائدها وقد إعترف بنفسه في تسجيله الأخير بسيطرتهم علي مطار الأبيض وانهم أحرقوا (أربعة) طائرات ولم يحتاجوا لإستخدام (السلاح الخاص) في بيت ما علي بعد أمتار من المطار مما يؤكد التخطيط لللإنقلاب .
علي كل فإن غرف المليشيا الإعلامية أطلقت الكثير من امعلومات المضللة تبحث لها عن نصر موهوم ترفع به معنويات عناصرها المنهارة التي هربت من أرض المعارك وفي إنتظار العلف الدولاري في ظل تحركات القوات المسلحة الميدانية المتقدمة والتي وصلها القائد العام الجنرال البرهان ومن قبله نائبه الجنرال كباشي والترتيبات تمضي علي قدم وساق في كل المحاور لتحرير كل شبر من أرض الوطن وبالتالي فإن الأبيض تمثل محور العمليات المتقدمة ويعلم أهلها ذلك وتلك ضريبة وطنية مستحقة .
الرادار .. الثلاثاء السابع من إكتوبر 2025 .