(الرهد أبو دكنة) … إستراتيجية المكان (1)
كتب : إبراهيم عربي
بلا شك يوم يخلد في ذاكرة التاريخ الحديث لمدينة الرهد (أبو دكنة) الإستراتيجية ، إمتزجت فيه الدماء بالدموع فأصبحت مدينة القرآن اليوم الإثنين 17 فبراير 2025 حرة ، أبية ، آمنة خالية من مليشيات الدعم السريع المتمردة الإرهابية التي جسمت علي صدرها (22) شهرا ساعدها نفر من أبنائها نسأل الله لهم الهداية ، فالتاريخ لا يرحم ولن يغفر لهم هذا السجل الأسود حيث دنست المليشيا أرض القرآن فأفسدت وإنتهكت حرمات أهلها .
مع الأسف الشديد إنتهكت مليشيات آل دقلو حرمات أهل الرهد (أبو دكنة) قتلا وتنكيلا طال الجميع رجالا ونساء حتي بالأمس ، طالت حتى الأطفال والعجزة من الشيوخ ، نهبت ممتلكاتهم وأفقرتهم بصورة ممنهجة واغتصبت النساء والبنات القاصرات واحتلت بيوتهم وشردتهم بين لاجئ ونازح ، وبل عطلت عجلة التعليم ودمرت المنشآت الحيوية من كهرباء ومياه ومحطات وقود ومرافق صحية وغيرها من الخدمات والمؤسسات والممتلكات الخاصة والعامة .
وبالتالي ظل الجميع بداخل الرهد وخارجها ينتظرون مقدم القوات المسلحة بلهفة وشوق، يرصدون تحركاتها بدقة يمنة ويسرة ، فارتفعت سقوفات الأمل والرجاء حالما أصبحت توأمتها أم روابة (عروس النيم) آمنة مطمئنة في حضن الوطن قبل إسبوعين ، وقد غمرت أهلها الفرحة وهم يتنسمون عبيرها في رحاب رجب ونفحات رمضان شهر التوبة والغفران .
ومنذ وقتها ظل أهل الرهد (أبو دكنة) يعيشون الحدث لحظة بلحظة مع تضارب الانباء تتضارب بالوسائط المختلفة ، وهم يدركون سوء نوايا ومقاصد هذه المليشيات الإرهابية ومدي التعقيدات الواقعية علي الارض ولكنهم واثقون أن أرض القرآن ستقاتل مع قواتهم المسلحة وهم واثقون أن الله سينصرهم ، وواثقون من مقدرات هذا الجيش وهو يخطط وينفذ عملياته بدقة وخطة عسكرية محكمة خبرة وأخلاق لا تملكها هذه المليشيات الإرهابية وما النصر إلا من عند الله ..!.
وهكذا كتب الله أن تدخل القوات المسلحة بمتحركاتها وتحالفاتها المختلفة ، مدينة الرهد بالأمس وعلي رأسها عروسا الموسم (الصياد والمصري) والتحية للعميدين (الفلتة) العميد الركن عبد الرحيم محمد كافي قائد متحرك الشهيد الصياد ، والعميد الركن عثمان أبشر محمد قائد متحرك الشهيد المصري والتحية للقائد الفذ حسين جودات والتحتية عبرهم لكل الجيوش ضباط وضباط صف وجنود ، فقد تمكن جميعهم من إستعادة مدينة الرهد الإستراتيجية لحضن الوطن عنوة وإقتدارا، وقد بسطت سيطرتها عليها تماما وأمنت مداخلها ومخارجها ونام أهلها ليلة هانئة بالأمان والإطمئنان .
بالطبع لم تنسحب المليشيات كما ظل يدعي مستشاروها وقياداتها وأبواقها كل مرة ، بل حشدت وقاتلت قتالا مستميتا ولكنها هزمت شر هزيمة ولم تفلح مقابل قوة وبسالة القوات المسلحة بخطتها المحكمة والتحية لنسور الجو وتحية خاصة لنائب القائد العام الجنرال كباشي الذي ظل يشرف بنفسه علي هذه المتحركات بصفة خاصة إعدادا فالتحية لهذا الجنرال إبن السودان وإبن كردفان، الذي قالها بكل ثقة (الإقامة إنتهت يامليشيا) وأضاف لن يهدأ لنا بال وإلا تطهير كل شبر من أرض الوطن من دنس مليشيات آل دقلو الإرهابية .
في الواقع لم يكن إستعادة مدينة الرهد سهلا هكذا ، لم تنسحب المليشيا منها وبل قاتلت فيها قتالا شرسا مستميتا ولكنها لم تستطع أن تثبت أمام بسالة وحنكة القوات المسلحة صاحبة الخبرة والتاريخ ، وبالتالي تلقت المليشيا هزيمة قاسية فقدت فيها مئات القتلى والمئات من والجرجي وسط عناصرها وفقدت العشرات من متحركاتها القتالية وعدد كبير جدا من عتاد الإمارات التي جاءت به (سمبلة) .
علي كل فإن قتال مليشيا آل دقلو الإرهابية المستميت دفاعا عن مدينة الرهد يؤكد أهميتها مدينة إستراتيجية بكل ما تعنيها الكلمة من معني ..!.
نواصل غدا
الرادار .. الثلاثاء 18 فبراير 2025 .