المؤسس هو الشعب….ليس إلا

0 6

كتب الدكتور: امين حسن عمر

قال:
أخيرا صرحت الحكومة أنه ألا عودة للوثيقة البتراء ،،فهل رضيت؟
قلت:
هذا خبر مفرح وتوجه موفق ولكن…
قال:
لماذا لكن إذا؟

قلت:
لابد أن تدرك قيادة القوات المسلحة أنه لاينوب أحد عن الشعب في أمر التأسيس إلا بتفويض …وكل حكم إنتقالي لايطول إلا بقدر توفيق الاوضاع لتحقيق ذلك التفويض.

قال :

ماذا تعني؟
قلت:
سمعت من يتحدث عن وثيقة تأسيسية وليس وثيقة إنتقالية ومن ظن أنه سيؤسس مستقبل السودان دون تفويض فهو مخطيء.
قال:
وكيف سيحدث التأسيس إذا؟
قلت:
التأسيس الدستوري يعني إتفاق السواد الأعظم من المجتمع المدني على أسس التعايش والتعاقد السياسي والإقتصادي والعدلي والمجتمعي وهو أمر لايصلح له أن يمليه فرد واحد أو حزب واحد أو قيادة محدودة العدد مدنية أو عسكرية.
قال:
ولكن يقال أن تشاورا واسعا قد حدث مع الأحزاب؟

قلت:
إن الأحزاب لأضعف وأقل شأنا من أن تمثل المجتمع المدني كله، وقد تجاوزها المجتمع و الفعل الإجتماعي من خلال تكتلات متعددة أهلية ومدنية ولابد أن يكون التشاور مفتوحا وعلنيا وشاملا لا يستثني صاحب رأي راغب في الصدع برأيه، فكل مواطن في هذا البلد رقم صحيح كامل الأهلية.
قال:

ما تتحدث عنه قد يستغرق زمنا طويلا !

قلت:
وما لا يدرك كله لا يترك جله…لايمكن لوطن نهض أهله لنصرته كما ترى أن تنوب عنه لجنة مكونة من أفراد لوضع وثيقة تأسيسية؟

قال:

وما الحل؟

قلت:

الحل أن ننسى مانسمية وثيقة تأسيسية ونذهب إلى إصدار مراسيم دستورية إنتقالية مؤقتة بحسب الحاجة إليها كما حدث في الفترات الإنتقالية من قبل وأن لا تتجاوز الفترة الإنتقالية الحد الأدني من الزمن لتحضير البلاد لإنتخاب شرعية تأسيسية لوضع دستور ومعالجة معضلات إعادة البناء

قال:

كأنك لا تريد أن يحكم العسكر لفترة خمس سنوات كما إقترح البعض؟

قلت:
المشكلة لا تتعلق بعدد السنوات ولا بإشخاص القيادات..القضية تتعلق معرفة الفرق بين الانتقال والتأسبس فالانتقال فترة مؤقتة محدودة لإنجاز مهام معلومة تهييء لإقامة حكم أكثر إستقرارا والمرحلة التأسيسية مرحلة لا يمكن أن تقام إلا بتفويض إنتخابي. فكيف يتحدث أحد عن خمس سنوات
قال :
كأنك تريد عودة الأحزاب؟
قلت:
أنا عبرت عن رأيي السلبي في الأحزاب بوضعها الراهن وهي سبب من أسباب الأزمة ولن تصلح حتى تصلح حالها بمراجعات شاملة، ولكن الانتخابات ليست منوطة بالأحزاب وحدها و يمكن أن تنشأ تكتلات إنتخابية تلتقي على رؤى وبرامج إنتخابية وفي كل الأحوال فإن إنتخاب مجلس تأسيسي يجب أن لا يقتصر على الأحزاب بل تقوم الانتخابات على أساس التمثيل النسبي الشامل لكل التكتلات والقوائم لكي يقع التمثيل لكل جماعة ذات إعتبار في المجتمع.
فمن دون تمثيل واسع لقوى المجتمع وتشكيلاته في المجلس الذي سيؤسس الدستور ستعود البلاد للدائرة الخبيثة القديمة.

قال:
اذا ماهو الرأى؟

قلت:
الرأي هو العودة للفترة الإنتقالية والتي لا تزيد عن العام الواحد وبعدها تجرى انتخابات لإختيار مجلس تأسيسي لوضع الدستور والمجلس التأسيسي هو من يختار رئيس الوزراء ومجلس السيادة بعد الانتخابات وقبل إجازة الدستور.
قال:
وقبل ذلك؟
قلت:
تكون فترة إنتقالية و تكون فيها السيادة لمجلس طابعه عسكرية يغلب فيه تمثيل الجيش والأجهزة النظامية التى قادت المعركة وقد تمثل فيه جهات وقع معها إتفاق كما هو الشأن الآن ومجلس وزارء إنتقالي من كفاءات غير حزبية يقع حول إختيارها تشاور واسع يجريه رئيس الوزراء الذي يختاره المجلس السيادي.
قال:
هل هذا هو رأيك أم هي وجهة نظر جهة تمثلها؟
قلت:
لا أدري عن إتجاهات الرأي عند آخرين ولكن ما أصرح به هو ما أراه صوابا مناسبا، وأنا لم أكف ولن أكف عن عرض الرأي والفكرة والمبادرة…وعسى ربي أن يهديني لأقرب من الحق رشدا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.