(أم روابة) … المتعاونين مع المليشيا ..!.
كتب : إبراهيم عربي
من الواضح أن دخول الجيش أم روابة قد أربك حسابات مليشيا الدعم السريع المتمردة و أصابها بالزعر مثلما صرح المتمرد برشم وآخرين ، وبلا شك أثبتت أم روابة إنها منطقة إستراتيجية حاكمة وتستحق أن تكون مقرا للواء للجيش وألا يتركها أو يفرط فيها كما كان سابقا ، واعتقد إنها لم تفت علي فطنة سعادتو كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة أو تسقط عن ذاكرة قيادة الفرقة الخامسة مشاة الهجانة ..!.
علي كل عادت أم روابة (عروس النيم) إلى حضن الوطن بعد (18) شهر من إنتهاكات مليشيات آل دقلو المتمردة الإرهابية التي عبثت بأهلها ومقدراتهم ، خربت منشآتها الحيوية من كهرباء ومياه وتعليم وصحة وغيرها ولم تترك حتي قراها التي عاثت فيها فسادا فأرهقتهم بالجبايات والإبتزاز .
وبالتالي عندما خرج أهل أم روابة من كانوا بداخلها أو خارجها فرحا وإستقبالا وإحتفاء بالقوات المسلحة كانت تعني لهم تلك، لحظات فارقة بين صلف المليشيا وحماية الجيش والتي تحكيها وتجسدها تلكم الدموع التي زرفت والزغاريد والتكبيرات التي إنطلقت تشق عنان السماء ، خرجت أم روابة وخرجت الأبيض (عروس الرمال) مثلما خرجت تندلتي ولازالت مراسم الإحتفالات تعم العديد من البلاد .
وأكاد أجزم أن والي شمال كردفان عبد الخالق وداعة الله قد كفكف دموعه وسط رعاياه
عندما وطأت قدماه أم روابة أمس ولأول مرة وسط إستقبال أهاليها ، الذين عاشوا أياما عصيبة بين سندان المليشيا ومطرقة الجوع والمسفبة والمرض ، حيث ينتشر الموت في كل مكان وبالطبع حالهم كحال كل المناطق التي دخلتها المليشيا إما أن يتعاملوا معها أو هم فلول وكيزان دولة 56، ولذلك فان الوالي هو الأقرب إليهم ، فما حدث في منطقة (جنقالة) وفي داخل أم روابة سيناريو مزعج ولعل الرسالة قد وصلت ..!.
وبالطبع كان دخول الجيش أم روابة حدثا ينتظره أهلها وقد ظللنا نناشد ونطالب أبناء الكردافة بالمليشيا منذ وقتها بالاستسلام والإنحياز لصوت العقل إستجابة للعفو الذي أطلقه رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان دون الدخول في مواجهات مكلفة ومحفوفة العواقب ، إلا أن المليشيا كانت تهددهم ، وقد حاولت إعاقة تقدم القوات المسلحة لفتح الطريق نحو أم روابة كمنطقة حاكمة للوصول لهدفها وخطتها .
علي كل ظللنا نناشد ونطالب أبناء الكردافة المليشيا الذين غدر بهم حميدتي متمردا بالدعم السريع أو الذين غرروا بهم من أبناء القرى متعاونين معها ، ولكن مع الأسف الشديد هؤلاء عميت قلوبهم المنهوبات والمال السحت ، وبالتالي لن ندافع عن من حمل السلاح مقاتلا في صف المليشيا ضد القوات المسلحة ولن نطالب بإطلاق سراح المعاونين هكذا دون مساءلة ولكننا نطالب بحكم القانون بالتقصي جيدا والتحرى والتثبت حتي لا يجرم الناس بالشبهات ..!.
في تقديري الخاص الهروب ليس حلا يا مليشيا يا كردافة ، فالقوات المسلحة ستلاحقكم ، وإني لكم ناصحا ، عليكم بالإستسلام الآن وتسليم أسلحتكم وعرباتكم ومواتركم القتالية مثلما يحدث في الجزيرة فلا يزال باب العفو مفتوحا وعلي التنسيقيات وهيئة كردفان الشعبية لنصرة الوطن إغتنام هذه الفرصة الأخيرة الآن قبل فوات الأوان والقانون يأخذ مجراه في الحقوق الخاصة .
بلا شك المليشيا إلي زوال وقد وضعت القوات المسلحة يدها علي أم روابة وتمتد لتشمل كل قراها ومنهم من خدعتهم المليشيا بوعودها البراقة ومنهم من هددتهم للدخول في صفها ومنهم من تعاون خوفا وحفاظا علي أهله وماله ، ومنهم من إلتزم الصمت بأضعف الإيمان ، وبالطبع هناك الكثير ليقال ، ولو كنت محل والي شمال كردفان لقررت فورا نقل حكومة الولاية لأم روابة وجعلتها عاصمة مؤقتة لإدارة الأزمة بكل جوانبها الأمنية والخدمية والاقتصادية والمجتمعية ..!.
علي كل القوات المسلحة تتقدم واصبحت أم روابة تحت يدها وبذلك أصبح موقف المتعاونين هؤلاء صعبا وبالتالي يظل الهم الشاغل لنا كيف تتعامل القوات المسلحة مع مثل هؤلاء النفر من المواطنين المتعاونين مع المليشيا ، لا سيما وأن السلاح منتشرا بين أيديهم وبالتالي ما هو مصيرهم ..؟!.
الرادار .. الأول من فبراير 2025 .