بالطبع هدنة ليست إنسانية كما تقصدها المليشيا المتمردة وتروج لها أبواقها المأجورة تحت كشكشة الدولار ؛ بكل أسف لم نسمع منهم إدانة لأكثر من عامين ظلت خلالها مليشيات الدعم السريع الإماراتية الجنجويدية تمارس هواياتها من القتل والتصفيات الإثنية لم تترك حتي الإطفال والنساء وكبار السن وفصول وسيناريوهات من جرائم النهب والإغتصاب والإفقار الممنهج وتشريد المواطنين من بيوتهم بين لاجئ ونازح ؛ وبل فرضت علي المواطنين حصارا ممنهجا مما خلقت أسوأ أوضاع إنسانية شهدها العالم بشهادة الأمم المتحدة ذات نفسها ..!.
أكثر من عامين على اندلاع هذه الحرب الإجرامية بتمرد حميدتي بالدعم السريع لأجندة خاصة وتقاطعات مصالح دولية وإقليمية بدعم ورعاية الآمارات الدولة الوظيفية؛ لم يحصد منها الشعب السوداني سوى الموت سمبلة والخراب والتشريد ، بحثت قيادة البلاد عن الهدنة الإنسانية من واجب أخلاقي ومسؤولية وطنية ولكنها لم تجدها مع هذه المليشيا التي إستمرأت الإنتهاكات ؛ فمن أين تأتي الأخلاق والمثل مع جماعة إرهابية جنجويدية خارجة عن القانون تجمعوا من شتات الأرض يبحثون عن وطن بديل تحت أهداف تمرد الدعم السريع .
وبالتالي هذا تمرد لقوة كانت جزء من الجيش ومؤتمنة علي مهام وتكاليف ولكنها غدرت بأمانة التكليف وليست قوة موازية للجيش ؛ ولذلك فالتفاوص معها بشروط وهو موقف معلن سلفا من قبل الحكومة..! ؛ إذا كيف تساوى هذه الأبواق العميلة بين الجيش الوطني ومليشيا الجنجويد تلك ويقولونها بلا إستحياء (طرفي النزاع ..!) ؛ إنهم يبحثون ويهيئون الملعب لهذه المليشيا المتمردة لإعادة التموضع وتقوية تحالفهم في دارفور وكردفان .
في الواقع إنها هدنة ظلت تروج لها المليشيا المتمردة في هذا التوقيت وسارت بها أذرعها وأعوانها القحاتة في (تقدم ؛ صمود ؛ تأسيس) والمتحالفين معهم من عملاء الداخل ذوي الأوجه المتعددة؛
يريدونها هدنة علي طريقتهم بعد هذا التمدد في الفاشر وكل دارفور وكردفان ؛وقد رفضوها من قبل عندما وافق عليها رئيس مجلس السيادة البرهان بطلب من الأمم المتحدة ؛ رفضتها هذه المليشيا المتمردة حينما كانت تحاصر الفاشر لتجويع أهلها وإسقاطها وهي غير ٱبهة الدعوات والرجاءات وقرار مجلس الأمن الدولي 2736 وكل القرارات .
بكل أسف منعت هذه المليشيا الإرهابية دخول أي قافلة أو مساعدات إنسانية أو طبية للفاشر طيلة العامين وإن كانت عبر الدواب أو الجمال أو الأرجل وبل أعدمت الذين حاولوا إغاثة أهاليهم من الأسواق المحلية فأحرقت كل كميات الغذاء داخل الفاشر كما حرقت العربات التي وصلت حتي داخل الكومة علي تخوم الفاشر وكذلك مليط وعطلت كل المستشفيات ومناهل المياه والخدمات الحياتية حتي وصل الحل بالمواطنين داخل الفاشر لأكل علف الحيوانات علي مسمع ومرأى من المجتمع الدولي المختل المعايير .
علي أي حال لم نسمع حينها أي إدانة ضد هذه المليشيا المتمردة من قبل هؤلاء ولا من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتواطئة مع المليشيا ولا من تقدم أو صمود أو أي من القحاتة الذين صمتوا دونها صمت أهل القبور ؛ رغم موافقة السودان علي فتح معبر أدري ضمن عدد من المنافذ البرية والجوية لتوصيل الإغاثة لداخل البلاد.
ليست هذه المرة الأولي فقد غدرت بنا المليشيا بهدنة جدة فعززت موقفها داخل منازلنا وقالوا إنهم إحتلوها بالقوة فأخرجتهم القوات المسلحة بالقوة وكانت تلك أسوأ بنود إتفاقية جدة التي حققت للدعم السريع الإعتراف بها من جديد من قبل الجيش بعد أن أصدر رئيس مجلس السيادة قراره بحلها مليشيا متمردة .
بكل تأكيد الجيش لن يوافق على أي هدنة الآن ما دام هذه المليشيا تسيطر علي دارفور بعد أن أسقطت الفاشر جوعا عقب (267) معركة فاشلة مدعومة بالمرتزقة من كولمبيا وغيرهم خسرتها المليشيا المتمردة وقد أدخلت لها المنظمات قافلة إمداد خلال الأيام الماضية تحت ستار معينات كانت معدة سلفا ، وبالتالي علي الدعم السريع وراعيها سحب مليشياتهم من الفاشر حالا أو سيظل زحف قوات الكرامة مستمرا ليس لتحرير الفاشر فحسب بل لتحرير كل شبر من أرض الوطن .
الرادار .. الإثنين الثالث من نوفمبر 2025