قوي سياسية تتوافق في سويسرا علي مسارين أمني وسياسي لحل المشكلة في السودان 

أكد ممثلو القوى السياسية والمدنية السودانية المشاركون في اجتماعات (نيون) بسويسرا والتي عُقدت في الفترة ما بين (29 -31) أكتوبر 2025 ، والتي قاطعتها معظم مكونات الكتلة الديمقراطية وآخرون ؛ أكدوا التزامهم بالحفاظ على وحدة الدولة السودانية عبر حوار (سوداني سوداني) شامل ، يستند إلى وثيقة المبادئ والأسس والإجراءات للحل الشامل للأزمة الوطنية الصادرة في نوفمبر 2024 بذات نيون ، وإلى الجهود الإقليمية والدولية الداعمة للسلام .

وتضمن الاتفاق المبدئي للمشاركين مسارين رئيسيين (أمني عسكري وسياسي) علي أن يتضمن المسار الأمني والعسكري قضايا وقف إطلاق النار، الترتيبات الإنسانية، وضمان وصول المساعدات، إلى جانب وضع إطار شامل لإطلاق العملية السياسية ؛ فيما يتضمن المسار السياسي التركّيز على بناء توافقات حول القضايا الوطنية الكبرى، وجدولة الحوار الشامل، ومناقشة قضايا الانتقال والتحول المدني .

وأكد المشاركون على ضرورة الإيقاف الفوري للحرب في السودان، والانخراط في عملية سياسية شاملة تمهّد لإنهاء الصراع وإرساء أسس حكم مدني ديمقراطي، يبدأ بتفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال العامة .

وتأتي اجتماعات (نيون) في إطار الجهود المتواصلة للبحث عن السلام وإيقاف الحرب الدائرة في السودان ، حيث سعت الأطراف المشاركة ، بدعم من وسطاء دوليين، إلى توحيد الرؤى حول مستقبل البلاد وتهيئة المناخ لعملية سياسية شاملة تُنهي النزاع وتعيد بناء مؤسسات الدولة .

وشارك في الاجتماعات ممثلون عن أحزاب من الكتلة الديمقراطية المساندة للجيش، وتحالف (صمود) المساند  لمليشيا الدعم السريع ، إلى جانب شخصيات عامة من مؤيدي تحالف (تأسيس) المتحالف مع المليشيا المتمردة ، بينما إنتقد البعض البيان لعدم إدانته الإنتهاكات التي  إرتكبتها المليشيا ضد المدنيين في الفاشر وبارا وكادقلي والمزروب وزريبة البرعي وغيرها ؛ فيما آعتبرها آخرون محاولة جادة لجمع الأطراف المدنية والسياسية على رؤية مشتركة لإنهاء الحرب ووضع خارطة طريق للسلام .

وفي ذات الإطار أكد المشاركون في بيانهم الختامي أن إنهاء الحرب يمثل أولوية إنسانية عاجلة ، مشددين على أهمية تهيئة بيئة مناسبة لإطلاق العملية السياسية، بما يضمن الوصول إلى اتفاق شامل يوقف معاناة المواطنين ويحافظ على وحدة البلاد .

وأشار البيان إلى أن الحرب خلفت أوضاعاً إنسانية كارثية ومعاناة كبيرة للسكان دون إدانة منهم ، وقالوا إنه يتطلب حلولاً جذرية ومستدامة تضع السودان على طريق السلام والاستقرار .

واتفق المشاركون على مرحلة تحضيرية لبناء الثقة، يتم خلالها تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ للحوار، مع تنظيم ورش عمل ومؤتمرات لمواصلة المشاورات بدعم من المجتمع الدولي .

وشدد البيان في الختام بالتأكيد على أن اجتماعات نيون تمثل خطوة مهمة نحو مشروع وطني جامع ينهي الحرب ويفتح الطريق أمام تحول سياسي ومدني حقيقي، داعين جميع القوى السودانية للانضمام إلى هذا المسار والمشاركة في صياغة مستقبل البلاد على أسس السلام والعدالة والمواطنة المتساوية .