في الواقع لم يكن الإستهداف الأول ضد منظمة الدعوة الإسلامية منذ تأسيسها في العام 1980 كمنظمة دولية واتخذت من العاصمة السودانية الخرطوم مقرا رئيسا لها كمنظمة دولية وفقا لإتفاقية المقر، ولكنه جاء إستهدافا ممنهجا لتنفيذ أجندات وتقاطعات متعددة صعدت حملتها ضد العمل الخيري الاسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
بكل تأكيد هم عملاء اليهود ومجرد مخالب قط لتنفيذ أجندات بنو إسرائيل تحت كشكشة الدولار والترامادول وتخدير الآيس ، يكرهون الإسلام ويحاربونه عدوا لهم
ويحسبون كل صيحة عليهم ، ولذلك جاء إستهداف منظمة الدعوة الإسلامية بدءًا من لجنة التمكين، والحرب الدائرة في السودان التي جرى خلالها نهب وتخريب مقر المنظمة الرئيس ومؤسساتها وخدماتها وشركاتها ، إستهدافا ممنهجا تجاوزت خسائره (21) مليون دولار حسب إفادات أمينها العام الدكتور أحمد محمد آدم لموقع (المدقاق الإخبارية) وقال إن هذه الخسائر أقعدت المنظمة دون القيام بواجبها الخدمي الآجتماعي لخدمة البشرية مثلما خطط لها ولكنهم رغم ذلك مستمرون في إعادة تأهيل المنظمة والاستمرار في خدمة المجتمعات والشرائح المستهدفة.
بكل أسف طال الإستهداف الممنهج مركز رعاية الأيتام والمشردين وعطل كفالة (18) الف طفل يتيم ومئات الارامل والمحتاجين بجانب تخريب طال المؤسسة الصحية العالمية والمجلس الافريقي للتعليم ، معهد تدريب الدعاة ، مقر خدمات البعثة في منطقة مايو جنوب الحزام والذي ظل يقدم خدمات مجتمعية جليلة بجانب مركز ومتنزه الرياض ومدينة الطفل ومقر المنظمة الرئيسي في الرياض وشركات دان فوديو وتم نهب أكثر من (180) السيارات والآليات والمتحركات .
والجدير بالذكر أن منظمة الدعوة الإسلامية عرفت منذ تأسيسها بنشاطها الواسع في الأعمال الخيرية ودعم القطاعات الضعيفة في أكثر من (أربعين) دولة أفريقية ، تعمل من خلال (خمسة) مكاتب إقليمية، ولديها حاليا (32) بعثة في أفريقيا، لعبت من خلالها أدورا ريادية في معالجة الأزمات الإنسانية والمجتمعية لا سيما في السودان مما دفع عجلة التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية للأمام.
علي كل كانت منظمة الدعوة الإسلامية من المؤسسات التي إستهدفتها المليشيا في حربها علي البلاد بسبب تمرد قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) بها علي سلطان الدولة السودانية منتصف أبريل 2023 بعد أن كانت ذراعا مؤتمنا تتبع للقوات المسلحة ، والتي عهدت إليها بعد التكاليف والمهام ، غير أن الإستهداف بذاته لم يكن وليد لحظة بل كان مخططاً له بعناية باكرا من قبل هذه المليشيا المتمردة وتحالفها الحرية والتغيير (قحت) ولذلك إستهدفتها لجنة إزالة التمكين سيئة الذكر كيدا ومكرا بصورة جزافية في ممتلكات منظمة الدعوة وأصولها وعملها ، وأصدرت عام 2020 قرارا بحلها ومصادرة ممتلكاتها رغم المنظمة طبيعتها دولية ولها إتفاق مقر مع السودان وقانون يمنع حلها. ورغم الكيد فقد عادت المنظمة للعمل بقرار من المحكمة القومية العليا لتواصل اداء رسالتها الانسانية والتنموية بعد الاستهداف الكبير الذي شمل الكثير من الشركات والمؤسسات والمنظمات والهيئات بصورة ممنهجة.
رغم ذلك كانت منظمة الدعوة الإسلامية علي قدر التحدي وعند الموعد وقد جبلت علي عمل الخير والإنسانية ، ولذلك أول من دعا مجلس أمناءها من خلال إجتماع إسفيري لها في سبتمبر 2024 بسبب إستطالة أمد الحرب واتساع رقعتها وزيادة معاناة المدنيين ، دعت لدعم السودان وخرج الإجتماع بعدة قرارات مهمة وحض المانحين ودعمت التكايا ، وبل أول من وصلت الخرطوم في ايريل 2024
وقدمت دعما كبيرا لوزارة الصحة من أدوية ومعدات طبية بالإضافة لمواد إيواء وتنفيذ برامج رمضان والأضاحي ، ومن أولي رفيقاتها من المنظمات التي قررت العودة نهائيا لمقرها في الخرطوم في إكتوبر الجاري وستعقد لقاء آخرا مهما لمجلسها قبل نهاية العام الجاري لتأهيل المنظمة .
الرادار .. الخميس .. الثاني من إكتوبر 2025