في الواقع سجل التاريخ أن مدينة النهود ؛ سقطت اليوم الجمعة الثاني من مايو 2025 في أحضان مليشيا الدعم السريع المتمردة بإنسحاب اللواء (18) مشاة النهود التابع للفرقة (الخامسة) الهجانة الأبيض واعتقد هذه التبعية بذاتها تحتاج لمراجعة ، ويبدو من خلال المعطيات أن عمليات الإنسحاب تمت لتقديرات عملياتية منظمة للتموضع وإعادة ترتيب الصفوف لإستعادة النهود من جديد ولا نشك في مقدرة القوات المسلحة بتحالفاتها في ذلك ، ولكن اعتقد الخطوة ستكلف كثيرا وسيدفع الجميع ثمنا غاليا في سبيلها ..!.
في تقديري الخاص أن مدينة النهود سقطت في أحضان الدعم السريع باكرا وليس الآن فحسب ، وهي
إستراتيجية وإقتصادية مهمة والعاصمة الإدارية المؤقتة لحكومة غرب كردفان ، فقد
نخر السوس في داخلها منذ أن نجحت المليشيا في إستمالة وتجنيد نفر من قياداتها وأعيانها في صفها وفرقت بينهم ، فمنذ لحظتها إهتز عرش كيان الإمارة وقد بذلت قيادتها المستحيل لترميم التصدع داخلها ، ولكنها بكل أسف لم تنجح وأخيرا قدرها أن تسقط بفعل العملاء والمتعاونين في عهد الجنرال جايد …!.
وبالتالي اعتقد علي المركز أن يتحمل جعلا مقدرا لهذا القصور لوجستيا وإداريا وعملياتيا ، فقد وصلت النهود لمرحلة من الحصار كالمريض الذي يتم إطعامه عبر أنبوب المعدة لإنقاذ حياته ..!، ورغم ذلك بذل الفزع الأهلي المستحيل من المبادرات والتحالفات لإطعامها وإنقاذ حياة أهلها إنسانيا ولكنها بالطبع لم تستطع لوجستيا كما فشل المركز عملياتيا لإتقاذها بريا لتوفير معينات القتال والتي تجعلها قادرة علي الصمود في مواجهة ترسانة مليشيا الدعم السريع الإرهابية المدعومة لوجستيا وماديا من قبل إمارات بن زايد ..!.
وبالتالي سقطت النهود حاضرة دار حمر وسجل التاريخ في أضابيره هذا اليوم أسودا في تاريخها ، ولكن للامانة والتاريخ فقد بذل أهلها في سبيلها الغالي والنفيس ، قاتلوا ودافعوا عنها بشرف وكرامة وبذلوا في سبيلها المهج والأرواح رخيصة حبا ووفاء وولاء لها وللوطن ، وبكل تأكيد نرفع القبعات لأهلنا حمر إجلالا وإعتزازا ..!.
وبالطبع تحية خاصة لأمير أمراء السودان الأمير عبد القادر منعم منصور أمير عموم دار حمر الذي ظل يبذل جهودا متفانية للحفاظ علي مكونات الدار متجانسة ولم يغادر المنطقة رغم مرضه وكبر سنه ،رافضا كل محاولات الابتزاز ، وقد أكد أمير أمراء عموم حمر إنه نموذجا لرجال الإدارة الأهلية الوطنيين وبل أصبح (أيقونة وطنية) يتغني بها ، وبلا شك يستحق التكريم من أهل السودان جميعا لدوره الوطني ..!.
وليس ذلك فحسب بل رفض أمير عموم دار حمر كل مساومات مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية في إباء وشجاعة نادرة عندما دفعت المليشيا بوفدها من أبناء حمر أمس الخميس بمجرد تسلل عناصرها لداخل المدينة يساومونه علي ضمان حياته وعشريته مقابل بيان يأمر فيه القوات المسلحة بالإنسحاب من النهود ، وبالطبع الخطوة لها ما بعدها فالتاريخ يسجل ولا يرحم ..!.
وبالتالي سقطت النهود بعمل خسيس من الداخل من قبل المجلس الأعلى لشؤون دار حمر ، صلاح منهل ورفاقه في تحالف تأسيس من الطابور الخامس والخلايا النايمة مستغلين سماحة أهل الدار وبكل تأكيد نحملهم مع المليشيا المتمردة مسؤولية المجزرة البشرية بالنهود والتي طالت أكثر من (ماىة) من المدنيين بينهم (21) طفلا و(15) إمرأة بصورة ممنهجة ، بينما كشفت مصادر ل(الرادار) أن الاغتيالات تجاوزت (مائتي) قتيل ، وبالطبع نحملهم مسؤولية المدينة بكاملها والتي تعرضت للنهب ونحملهم مسؤولية كل المواطنين وممتلكاتهم الخاصة والعامة ..!.
الرادار .. الجمعة الثاني من مايو 2025 .
