تحتفل البلاد بذكرى إستقلال السودان (69) وقد سجل العامان (2023 ، 2024) الأسوأ في تاريخ السودان ، فقد شهدت البلاد فيهما حربا فريدة ولأول مرة تندلع داخل عاصمة البلاد ولذلك جاءت أكثر قساوة وفظاعة وأحدثها نوعا وتكتيكا حرب مدن أو حرب شوراع ..!.
تلك الحرب التي نفذ من خلالها محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد الدعم السريع تهديداته التي كنا نضحك لها عندما كان يقول (الحرب دي لو قامت .. عمارات الخرطوم إلا تسكنها القطط ..!) ، بكل أسف أصبحت واقعا وأكثر دموية طالت المواطنين في أنفسهم تقتيلا وأسرا ونهبا لممتلكاتهم فإنتهكت حرماتهم وإحتلت منازلهم وشردتهم مابين لاجئ ونازح ..!.
تلك التهديدات كان يضحك لها جميعنا ساخرين وربما مستبعدين إندلاعها رغم أن الجنرال مفضل المدير العام لجهاز الأمن قالها لنا لاحقا في بورتسودان ، من كان لا يتوقع إندلاع هذه الحرب في ظل تلكم المعطيات يكون ساذجا ..!، مما يطرح كثير من التساؤلات والإتهامات والفرضيات ..!.
على كل إندلعت الحرب شرسة بما تمتلكه قوات الدعم السريع وقتها من إمكانيات عدة وعتاد وهي ذراعا مؤتمنا للقوات المسلحة وقد أوكلت إليها العديد من المهام ، ولكنها قد تضاعفت قوتها ومع الأسف علي مسمع ومرأى القوات الميلحة ، وبالتالي خان حميدتي العهد متمردا بها وقد غرر بأبناء السودان
بالدعم السريع لطموحاته الخاصة تنفيذا لأجندة دولية ليس لأهل السودان لا ناقة فيها ولا جمل فأدخل البلاد في أزمة مجتمعية ..!.
بكل أسف تكالبت على البلاد (17) دولة ومنظمة دعما لقوات الدعم السريع التي تضاعفت قوتها عشرات المرات عدة وعتاد وضمت في صفوفها معتادي الإجرام بالسجون وجاءت بالمرتزقة والجماعات الإرهابية وخبراء وأسلحة ومدرعات ومتحركات وآليات بما فيها أحدث المسيرات الإنتحارية والإستراتيجية ، وبل أسوأها إستنفار المجتمعات علي أسس قبلية وعنصرية في صف الدعم السريع التي تحولت بموجب ذلك لمليشيا علي أسس عنصرية ..!.
وبالتالي طالت هذه الحرب المواطنين في أنفسهم واسرهم وممتلكاتهم ولم يكن أمام قيادة البلاد إلا إعلان الإستنفار العام إستجابة لمبادرة المجتمع للقتال في صف القوات المسلحة في
(معركة الكرامة) دفاعا عن الأرض والعرض ، وبالتالي إنقسمت المجتمعات بين مؤيدين أو مناصرين أو منخرطين في صف الدعم السريع وبين هم يناصرون الجيش الذي حزم أمره ولا يزال يقاتل أكثر من (عشرين) شهرا .
علي كل قالها رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان القائد العام للقوات المسلحة أمس مخاطبا الذكرى (69) للإستقلال ، نحن نعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني ، لا يمنعنا ذلك من الإنخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي هذه الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين إلى مواطنهم وإنتفاء ما يهدد حياتهم مرة أخرى ، وأضاف طريقنا واضح لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 أبريل 2023م ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى ..!.
وبالتالي أصبحت سقوفات وقف الحرب عالية جدا مابين التمسك بجدة وتقدم الجيش في أم بدة ..!، بلا هدنة ، بينما جاء تركيز المبادرات المقصودة تركيا ومصر وغيرها للتفاوض مع الكفيل بشأن شكاوى السودان ضد الإمارات في مجلس الأمن الدولي ، ولا بد من إعترافها بدعمها للحرب ومن ثم كيفية إيقافها وإعمار البلاد وتعويض المواطنين .
في تقديري الخاص الحرب أدخلت المجتمع في مشكلة تعايش طالت آثارها كل ولايات اليلاد بلا إستثناء وبل طالت الأسرة الواحدة ،
وبالتالي لابد من مبادرات مجتمعية لإصلاح ما خربته هذه الحرب من علاقات مجتمعية ، وبلاشك هذه ستكون قضية الساعة في هذا العام الذي يستبشر فيه أهل السودان خيرا لوضع حد لنهاية هذه الحرب اللعينة ..!.
الرادار .. الأول من يناير 2025 .