أسلحة هجومية

الرادار / كتب : إبراهيم عربي

0 1

في إعتقادي إمتلاك القوات المسلحة في السودان أسلحة هجومية من حقه شرعيا، وتوجها صائبا ونراه تأخر كثيرا ، فمثلما إنتقلت القوات المسلحة بنجاح من مرحلة الدفاع للهجوم فكان تاريخ 26 سبتمبر 2024 تاريخ عبور الجسور (الثلاثة) ما بين أم درمان الي كل من الخرطوم والخرطوم بحري ، وقد شكلت نقطة تحول كبرى في تاريخ حسم حرب الكرامة ، فإن الإنتقال من إستراتيجية الدفاع إلي الهجوم مطلوبة لحسم حرب 15 ابريل 2023  …!.

 

علي كل فإن الحرب في البلاد قد تطورت أدواتها وقد نجحت القوات المسلحة في إعداد عدة متحركات عسكرية أخرجت بها مليشيا الدعم السريع من الجزيرة وسنار والخرطوم وتجري العمليات في أعماق كردفان وتخوم دارفور وأصبحت مليشيات آل دقلو المدعومة إماراتيا من قبل بن زيد وآخرين تتجرع الهزائم يوميا وإلي زوال وبالتالي طورت من إمكانيات قواتها بعد أن فقدت أكثر من (مليون) قتيل علي اسوأ التقديرات وفقدت كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والمتحركات ..!.

 

من المعلوم أن هذه الحرب تطورت الي حرب تقنية إلكترونية وقد ضبطت القوات المسلحة العديد من أجهزة التشويش وأحدث الأجهزة والاسلحة ، كما

تمكنت من إحباط كل هذه المحاولات وبالتالي طورت المليشيا قدراتها لحرب المسيرات بشتي انواعها واحجامها وربما إستجلبت طائرات حربية خفيفة وصغيرة الحجم حسبما نقلتها بعض المواقع الإلكترونية رفعت بموجبها  مستوى تسلحيها في الحرب في السودان ، حيث تنطلق المسيرات من خارج البلاد من مطار أم جرس في تشاد تخترق الأجواء السودانية لتنفيذ أهدافها داخل البلاد في أم درمان والخرطوم والشمالية ونهر النيل وغيرها بضربات خاطفة  إستهدفت مواقع عسكرية وحيوية ومنشآت خدمية مما يستدعي جديا تطوير ورفع قدرات التسليح .

 

وبالتالي في تقديري الخاص مثلما نجحت العراق في تطوير قدراتها الدفاعية في الحرب العراقية الإيرانية (19801988) وبل تطورتها هجوميا وكثير من الدول ، فأن السودان مستهدف أرضا وشعبا من قبل بن زايد الإمارات والعديد من الدول التي تساند وتدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة ، فمن حقه تطوير قدراته الدفاعية وليست فحسب بل إستجلاب أسلحة هجومية وتطوير قدراته وفقا لمقتضيات المرحلة ويجد تأييدا من قبل الكثيرين من مواطنيه ..!.

 

ولكن بالطبع فإن إستراتيجية الإنتقال للأسلحة الهجومية ليست مجرد تصريحات تطلق في الهواء الطلق هكذا ، بل خطة لها مطلوباتها من تدريب وتأهيل وتعاقد

وغيرها ، وبالتالي عندما تنطلق بتصريحات مباشرة من القائد العام للقوات المسلحة الجنرال البرهان رئيس مجلس السيادة ، فإن الامر يكون قد حسم وقطع أشواطا بعيدة وربما تكون هذه الاسلحة قد وصلت وفي مرحلة التجريب ..!.

 

صحيح ان تاريخ الجيش السوداني علي مدار (مائة)  عام لم يعتدي علي أي دولة بقدر ما كان يدافع ويحارب المليشيات وقوات المعارضة 

التي كانت تنطلق من داخل جيرانه مثلما حدث في حرب الجنوب من يوغندا وأثيوبيا والتي شاركت فيها دبابات إسرائيلية حديثة ، وحرب التحالف المعروفة ب(غزو المرتزقة) التي إنطلقت من تشاد ، ومن ثم حرب تحالف الإتحادي والتي إستخدمت فيها صواريخ ومدفعية إستهدفت كسلا وغيرها والطريق القومي عبر (النسور الجارحة) والتي كانت يقودها عبد الرحمن الصادق المهدي من جيش الأمة ، والكثير من قوات الحركات التي إنطلقت من تشاد ومنها (الذراع الطويل وغيرها) ولكن رغم ذلك لم تتجاوز جميعها لإمتلاك الجيش السوداني لاسلحة هجومية ..!.

 

في الواقع رغم أن بعض هذه الحركات تجاوزت لتهديد البنيات التحتية للبلاد وضرب المشروعات الخدمية إلا أنها كانت محدودة وان القوات المسلحة قادرة للسيطرة عليها ، ولكن بكل أسف جاء تمرد الدعم السريع مختلفا من داخل المؤسسات ، وقد إستهدف المواطن بالدرجة الاولى في نفسه وأسرته وممتلكاته الخاصة والممتلكات العامة وبل إستهدفت السودان أرضا وشعبا .

 

وبالتالي اعتقد أن حرب الكرامة هذه مدعومة دوليا من قبل الإمارات وآخرين وفي تطور لخططها وعتادها مما يتطلب العدة لها بذات القدر ، وبالتالي فإن تحذيرات البرهان لمليشيا الدعم السريع ولآل دقلو خاصة قائلا إنهم  ستدفعون الثمن غاليا وان الخطة تمضي لتحرير كل شبر من أرض السودان ، بالطبع تحذيرات لها مكانتها..!.

 

وبكل تأكيد فقد تطورت الحرب وليس الزمان ذلكم الزمان وليست الحرب ذات الحرب ، ولذلك وجب علي القوات المسلحة إمتلاك أسلحة ليست دفاعية متطورة فحسب بل هجومية متطورة ايضا ، وبالتالي فإن تصريحات البرهان قد جاءت في موعدها ولها مكانها وزمانها وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ..!.

 

الرادار .. الأحد 27 أبريل 2025 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.